الجمعة، 1 أكتوبر 2010

أغمض عينيك حتى لا تؤذي مشاعر الآخرين

 إغمض عينيك طويلاً .

تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة علم الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ،
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ
وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر حيث فقد بصره،
رافقوه وأوصلوه  إلى منزلهِ,
وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي كشخص ضرير،
وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ
وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..
وأدركوا بعد ذلك أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ،
تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة,
لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة .

هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟ 

لا ترم حجراً فى بئر شربت منه . 

الأخلاق الجيدة هى فن جعل من نتحدث إيه يشعر بالراحة   "جوناثان سويفت"

ليست هناك تعليقات: