الخميس، 7 أكتوبر 2010

في بيتنا باب

في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل ، عاشت الأرملة

الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة

إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا

و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى .. لكن أكثر ما كان

يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء ..

فالغرفة عبارة عن أربعة جدران ، و بها باب خشبي ، غير أنه

ليس لها سقف !!

و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض

المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة ..

و ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة

بالسحب الداكنة و مع ساعات الليل الأولى هطل

المطر بغزارة على المدينة كلها ، فاحتمى الجميع في

منازلهم ، أما الأرملة و الطفل فكان عليهم مواجهة

موقف عصيب ..!!

نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و جلس في أحضانها

لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل … أسرعت

الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد

الجدران و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر

المنهمر ..

فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على

وجهه ابتسامة الرضا ، و قال لأمه :

" ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب

حين يسقط عليهم المطر ؟!! "

لقد أحس الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة

الأثرياء !! ففي بيتهم باب !!!!!!

ما أجمل الرضا .. إنه مصدر السعادة و هدوء البال ..

ليست هناك تعليقات: