الجمعة، 1 أكتوبر 2010

ابتسم بعيداً عنّا ، فالكشرة شعارنا


ظاهرة يتميز بها الشعب الأردني، وسمة من سماته المتفردة، لا ينازعه عليها أحد كان ، ولا يجاريه فيها أي كان، صفة تتوارثها الأجيال...عصية على التغيير، ونائية عن التحوير.

أحياناً ما تكون انعكاساً للحالة الاجتماعية، وفي بعض الأحيان تكون نتاجاً للحالة النفسية، بالإضافة إلى كونها ثمرة من ثمار السلوكيات التربوية.
إنها وبلا شك ظاهرة " الكــــشـــرة " أو " الـتــكشـير " أو " الــتـبـويـز " ...الخ
وكلها كلمات مترادفة لوصف حالة انسان " عايف حالو" الصبح ومو طايق يحكي مع حدا.
السيجارة في الإيد، وفنجان القهوة أكيد،
وإذا حدا قال مرحبا بقول خير في شي جديد...

كل هذه المظاهر في الصباح الباكر تؤكد لك أنك لم تغادر ربوع الوطن العامر،
فلا بد للهيبة من أن تظهر، ولا سبيل لذلك إلا من خلال ابراز "البراطم" وتعقيد الحواجب وتخشين الصوت.

ويقودك قدرك بعدها لحضور محاضرة ال 8 وتتفاجىء أن الدكتور ما زال وفياً للعادات والتقاليد، حيث ينفش ريشه ويعقد جبينه ويا ويلك إذا حاولت "تـنـغـش" على الصبح فسيكون مصيرك "طردة" وبهدلة على الناشف.

والغريب في الموضوع أن الآفة قد انتقلت الى عالم الصبايا، فكلمة صباح الخير أحياناً قد تكلفك كشرة تقطع الخميرة من البيت والكيا من الشوارع والبندورة من البلد.

وبالتالي فنصيحتي لك في الصباح الباكر أن تبتسم مع نفسك وحدك دون أن يراك أحد حتى لا تعكر صفو الأجواء العامة،
فالإبتسامة غير مرغوب بها في تلك الأوقات.
كما عليك أن تبقى صامتاً فيما كنترول الباص "بفش غله" بالركاب
أو عندما ينفر بك أحد موظفي احدى الدوائر الحكومية لأنه مش رايقلك،
أو عندما "تجــحــرك" الممرضة في المستشفى لأنها "عايفة التــنــــك"،
فالوجوه التي لا تضحك حتى للرغيف الساخن ستواجهها حيثما حللت.

لقد كذب المثل حين قال :
ما في اشي ببلاش غير العمى والطراش " ،
فالإبتسامة هي بالمجان أيضاً...!

ليست هناك تعليقات: